كيف توقف الخوف ؟
الخوف هو المغناطيس الذى يجذب الأشياء الغريبة والغير مرغوبة إلى حياتك، و أخواته هم الخجل، الإرتياب، الجُبن، الذعر، القلق.
و يمكن أن يظهر ذلك على شكل الخوف من الرفض، الخوف من فقدان الوظيفة، الخوف من فقدان شريك الحياة، الخوف من الإفلاس، الخوف من أن تكون فى دائرة الأضواء، رهاب الأماكن المغلقة، رهاب الحشرات، رهاب الأماكن المفتوحة، الخوف من النسيان (وهو الخوف من ألا يتذكرك أحد بعد وفاتك)، الخوف من التقدم فى العمر، الخوف من الوحدة، الخوف من المرتفعات، الخوف من الضوضاء، الخوف من المجهول.. والقائمة لا تنتهى.
☘️ الخوف العصابى مقابل الخوف الطبيعى
▪️فى تقديرى 95% من المخاوف هى مخاوف عصابية أو غير موضوعية و 5% فقط من المخاوف هى التى تكون طبيعية أو تكون حماية حقيقية من المخاطر، وشعورهما مختلف .أيضاً، فمثال على الخوف الطبيعى الصحى هو الخوف من الثعابين السامة، هذا الخوف يجعلك تبتعد عن الخطر بعمل تحويلة فى طريقك بدلا من الخوض مباشرة فى هلاكك
▪️ولكن هذا الخوف أيضاُ من الممكن أن يتحول إلى خوف عصابى و غير موضوعى عندما يتسبب منظر ثعبان داخل قفص زجاجى آمن فى أن تتسمر فى مكانك، أو إذا كنت مرتابا من وجود ثعابين فى غرفتك بشكل غير مُبرر
▪️والمساحة التى يتلاقى فيها الخوف الطبيعى والخوف العصابى هى الأصعب فى التخطى لإن الشخص يجد صعوبة فى التفريق بينهما
▪️مثال أخر لهذا هو الخوف من المرتفعات، من الطبيعى أن تكون قلقا من الوقوع من ناطحة سحاب وأنت فى زيارة مع أطفالك، ولكنه أمر غير طبيعى أن يكون لديك الكثير من الخوف حتى مع وجود سور بالمكان لدرجة أن تصاب بالغثيان والدوار عند إرتفاعات معينة
🌺 فيما يأتى سوف نتحدث عن المخاوف العصابية التى تشكل غالبية المخاوف، ولكن قبل أن يأخذك الحماس علينا أن نوضح أنه ليس عليك الذهاب إلى المعالج للتخلص من خوفك من الثعابين السامة أو الأسلحة الآلية عِند و فى حال قربهم منك، بدلا من الذهاب للعلاج إبتعد عن طريق طلقات السلاح.
لماذا يسلبنا كبت الخوف طاقة الحياة⁉️
حينما يتكرر لدينا أحد المخاوف نميل إلى كبته لأننا لا نستطيع إحتمال الأمر طويلا. لنقل إن لديك إختباراٌ بعد إسبوعين وأنك مرتعب لأنك لم تستعد له، فبدلا من التعامل مع الخوف بإما تغيير أفكارك (معتقداتك) عن الإختبار أو أفعالك (أن تذاكر) تجاه الإختبار،تمضى قدما وتتجاهل الأمر (تكبته)، فتبدأ الشعور بالإنهاك أو تصاب بالصداع، صحيح أن الخوف لن يكون حادا ولكنك ستشعر بحيوية أقل.
الصورة المنشوره توضح ذلك 👇
✅ من هذا المفهوم، الحب، البهجة، الخوف، الكراهية كلهم “نفس الطاقة” و التى تسرى خلال مرشحات (فلاتر) مختلفة (المعتقدات /الأفكار)، إذا قمت بكبت مشاعر الخوف فأنت بهذا تكبت طاقة الحياة، لهذا تجد الإجهاد، تجد الصداع، تجد الخوف يصرخ من لاوعيك.
🌀 لقدت وجدت أن هذا الفهم الروحانى للخوف لديه تأثير إيجابى على كل من تعلمه، فهو يغير من قواعد اللعبة، فمنه تستطيع ان تفهم أن السؤال “كيف أتخلص من الخوف؟” هو سؤال خاطىء و السؤال الذى عليك أن تسأله هو “ما هى الفكرة التى تخلق هذا الشعور؟” فهذه هى المرشح القذر الذى يحتاج الى تغيير و ليس الطاقة.
💠 نعود إلى الإختبار الذى يَحُل بعد إسبوعين، الإجابة قد تكون: “الأفكار التى تراودنى فى هذا الأمر هو أننى لا أعرف بما فيه الكفاية” لذا أسأل: “و ماذا يحدث إذا لم تعرف بما فيه الكفاية؟” و تقول أنت “أرسب” و أسأل أنا: “و ماذا يحدث عندما ترسب؟” و تقول أنت:”سيعتبرنى والدىٌ فاشل و لن أحصل على وظيفة؟”.
✅ هذه الطريقة من الأسئلة تقود إلى أفكار عميقة مختبئة بالعقل حتى نستطيع أن نجد الفكرة اللتى تخلق شعور الخوف.
و ما إن أكتشفا الفكرة المخيفة، نحتاج إلى إستبدالها بمرشح أفضل، وهذه الفكرة الجديدة يجب أن تكون قريبة من أو اقعية لدرجة تشعرك بالمقدرة، لذا إن غيرنا الفكرة بـ “والدىٌ سيكونان سعيدان إذا رسبت” قد تفلح هذه مؤقتاً ربما فى أن تجعلك تضحك، لكنها لن تحل فى عقلك الباطن مكان الفكرة القديمة، فكرة أفضل هى مثلا ” أعتقد أننى لو ذاكرت باهتمام أكثر و تفانٍ أكبر من الممكن أن أنجح فى الإختبار، و حتى إذا لم أنجح يمكننى إعادة الإختبار،
🌀 أستطيع أن أفعل ما بوسعى ثم نرى، سواء أن نجحت أو لإن لدى الكثير من الإحترام لذاتى لإن لا أقلق بشأن أشياء لم تحدث بعد، والآن لنعمل”. ما أن تجد فكرة واقعية و تشعر بأنها “هى المطلوبة” مررها عبر عقلك بضع مرات الى ان تعتادها، والسبب فى هذا أنك قد تحتاج الرجوع إليها فى حالة إذا ما إرتددت الى الفكرة القديمة، وبعد قليل من المران سوف تتغلب على خوفك وتشعر بشعور مختلف كلياً.
⚠️ لو الإرتداد الى الفكرة القديمة جاء بسهولة، إذن فلايزال هناك المزيد من العمل لتقوم به، كرر الفكرة القديمة بضع مرات أو تسأل بالأسلوب السابق لتعرف إذا كان هناك فكرة .أخرى بجانب الفكرة المكتشفة سابقاً، ثم تعود لتمرير الفكرة الجديدة
⏰ مع الوقت يصبح إكتشاف و إستبدال أفكار الخوف عمل تلقائى بالنسبة لك و تقوم به فى ثوان، وعيت هذه المسألة منذ عشرون عاما واليوم يأخذنى الأمر بضع ثوانى لتغيير المرشح القديم و إعادة صياغة تفكيرى لما يشعرنى بمشاعر أفضل، لذا فبدلاً من كبت الخوف، أتعامل معه والحياه تسرى
فريديك داودسون