ماهو "الرشد " ؟؟؟
حين " أوى الفتية إلى الكهف " ... لم يسألوا الله النصر، ولا الظفر، ولا التمكين
فقط قالوا
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من أمرنا رشدا
"رشدا "
والجن لما سمعوا القرآن أول مرة قالوا :إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به
وفي قوله تعالى
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
الرشد " فالرشد هو "
- إصابة وجه الحقيقة
- هو السداد والصواب والحق ...
- هو السير في الإتجاه الصحيح
-حسن التصرف في كل الأحوال
-الحكمه والوعى وفهم بواطن الأمور
-سداد المسلك التى انت بصدده
فإذا ارشدك الله فقد اوتيت خيرا عظيما... وخطواتك مباركه
فإن الله إذا هيأ لك أسباب الرشد ... فإنه قد هيأ لك أسباب الوصول للنجاح
الدنيوي والفلاح الأخروي ..
بالرشد تختصر المراحل
تختزل الكثير من المعاناة
وتتعاظم لك النتائج
... حين يكون الله لك " ولياً مرشداً "
لذلك حين بلغ موسى الرجل الصالح لم يطلب منه إلا أمرا واحداً هو :
هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشداً "
فقط رشداً ...
فاللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا ،
جعلني الله وإياكم من الذين
إذا علِِموا عمََلوا ..
آمين يارب العالمين..
وقال الله تعالى :" عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا"
ترديد هذه الأيه بكثره لها فوائد عظيمه لمن يبحث عن الرشد
أنَّ الله تعالى هو الذي يهب الرشد لكلِّ من اتخذ أسبابه، فالذي يتخذ الأسباب ليكون راشدا في التطور المادي -مثلا- يوهب ثمرة رشده، ويبلُغ مبتغاه، ما دام قد اتخذ لذلك أسبابه ﴿كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾الإسراء:20.
الرشد يأتي باتخاذ الأسباب بعد إدراكها، وبالولوج إلى البواطن، وعدم الاختصار على الظواهر.
الرشد يهيئه الله لعباده بعد أن يجتهدو بكلَّ الوسائل، ويجتهدوا الاجتهاد كلَّه بالصبر والمصابره ، فهو
ثمرة لجهد، وليس كلأ مباحا للكسالى والمتلكئين.
والفرد الراشد لابد أن تتوفر ثلاث عوامل فيه وهي:
النفسي متمثلة بالإرادة,
والفكري بالعقل,
والعملي بتطبيق الأفكار واقعيا،
فإن تعاطف وتجانس الروح والعقل والقلب مع بعضهم البعض يبنون قيمة ذاتية توازنية متناغمة للفرد.
أسباب الرشد وموانعه:
الأسباب القلبية الإيمانية: منها الإخلاص وهو عصارة الدين وروحه.
أبرز خصائص الإخلاص: تكامل بين القول والفعل, تكامل بين الظاهر والباطن,
تكامل بين الخوف والرجاء, تكامل بين المبدأ والمنتهى.
الأسباب العقلية المعرفية: ومنها الحركية والفكر.
الأسباب الدعوية الحضارية:
1-سر الدعوة أو قلوب تشربت المحبة: من أراد أن يجعل من فكره حركية ومن علمه عملا فعليه بالحب والرحمة والشفقة. فالحب هو شعور المرء بتناغم الموجود بين ثنايا الفطرة وبعمله في واقعه.. فكلما عمّق الحب وحفر في كينونتك كلما أورقة روحك
وامتد ظلال عطاءك
2-التخطيط وفن استشراف المستقبل:
، ومعضلة الفرد على أي مستوى كان تكمن في خمسة أمور الثقافة, الأخلاق,
التخطيط, التنظيم, التنفيذ.
الأسباب الفنية الجمالية: الفن مفتاح السحري للحضارة.
أن الرؤية الكونية لخليفة الله في الأرض يصل بين أعمدة ثلاث، البارزة للحضارة الحقة: التربية, الفن, الأخلاق. الأدب والبيان والشعر.
الواجب هو تقديم الأهداف السامية والمبادئ السامية بأسلوب بليغ له قدره على النفوذ إلى الأذهان وتحريك القلوب وإثارتها.
الرشد والمجتمع الراشد:
وإذا كان الرشد صفة فردية، فإنه قد يكون صفة جمعية جماعية، ومن ثمَّ يمكننا أن نتحدث عن “مجتمعات سفيهة” و”مجتمعات رشيدة”، والفرق بينها أنَّ الأولى “لا تتبع الأسباب التي سخرها الله لها”، وتفتقد بالتبع “القدرةَ” و”التخطيط” و”التمكين” و”الريادة”… وقد تهوي إلى حضيض أدنى من الدواب والأنعام… أمَّا الأمم الراشدة، فهي تلك التي آتاها الله “من كل شيء سببا، فاتبعت سببا”، لا بقهر قاهِر، لكن بدافع ذاتي تربوي إيماني محض”.
إن الرشد هو السعي نحو التمكين والبناء المعرفي الفكري من جهة، والتطبيق الفعلي لدى الفرد من جهة أخرى، فالمجتمع الراشد هو مجموعة أفراد حملوا الفكر هَمّاً وهِمّةً وترجموا الكلام المرسل في الهواء إلى واقع ملموس حركي, كدحوا من أجل عمق المعنى وتمام المبنى.