هل سمعتم عن ما يسمى ب(دائرة الارتياح )؟؟
ولماذا يجب علينا الخروج منها ؟؟؟
مفهوم دائرة الارتياح يفترض أن كل إنسان لديه دائرة ارتياح خاصة به وهي تتضمن الأشياء التي تعود على فعلها ومارسها لفترة طويلة فأصبح يعيش ضمن دائرة تلك الأفعال والسلوك وبما أنه تعود على فعلها فهو يمارسها بشكل طبيعي وقد تعود عليها ولا يجد أي صعوبة في أدائها أي أنه مرتاح لها حتى لو كانت سلبيه وخاطئه .
قد يتعود الشخص على عادات يمارسها منذ زمن وقد تكون سلبية وبما أنها ضمن دائرة ارتياحه فإنه يجد صعوبة في تغيير تلك الأفعال أو المعتقدات السلبية بشكل مفاجئ وسريع .
لذا فإن الخروج من دائرة ارتياح سلبيه إلى دائرة ارتياح ايجابيه يتطلب وقتا مابين الاسبوع الى 21 يوما
ما هي دائرة الارتياح؟
دائرة الارتياح هي السلوكيات والعادات والانماط و الأفكار التي تعودنا عليها بشده بحيث أنه إن وجد أي تغيير فيها ولو كان للأفضل قد يسبب لنا بعض التوتر والقلق فنحب أن نقفز عائدين لمكاننا القديم قصدي لدائرة ارتياحنا ونصبح نشعر برغبه قويه للعوده مره اخرى والتقوقع داخل نطاقها وحول حماها
ان تلك العادات والسلوكيات وأنماط الحياه سواء كانت ايجابيه او سلبيه يطلق عليها دوائر الارتياح لأن الشخص يرتاح مادام هو داخل محيطها ولا يريد الخروج منها لان بالنسبه له الخروج منها هو خروج عن المألوف فما الفه فهو يرتاح له وما لم يألفه هو بمثابه المجهول المخيف والذى يحمل توقعات سلبيه تتسم بطابع التشائم والنظره السوداء للمجهول فتجده بشكل لا ارادى يرجع الى ما تكيف عليه
و بالطبع لكل واحد منا دائرة الارتياح الخاصة به وهذه الدائرة صنعها خلال حياته و تبرمج عليها و يحب أن يعيش ضمن حدودها و لا يحب مغادرتها.
ما معنى الخروج من دائرة الارتياح؟
الخروج عن دائرة الارتياح يعني:-
عمل أشياء لم نعهد القيام بها من قبل.
و قول أشياء لم نعهد قولها من قبل.
و التفكير بطريقة قد تكون مختلفة.
باختصار القيام بعمل شيء غريب بالنسبة لك و ليس معتاد لك عمله في السابق.
الخطوة الأولى خارج دائرة الارتياح..........
أول خطوة تمشيها خارج دائرة ارتياحك بالطبع لن تكون خطوة مريحة بالنسبة لك.
أول خطوات الألف ميل قد تكون أصعبها و أكثرها توتراً
ستجد هنالك شيء من التوتر داخلك.
وستجد هنالك نوع من المقاومة يمنعك من الاستمرار!!
وستشعر إن هنالك حنين داخلي للعودة لدائرة الارتياح.
و لكن استمرارك على السلوك غير المريح يجعله في النهاية مريحاً لك!! بمعنى آخر: تتوسع دائرة ارتياحك.
لذلك نقول الأشياء التي هي خارج دائرة ارتياحنا إن واظبنا على عملها فسوف تتمدد دائرة ارتياحنا فتشملها.
فتصبح هذه الأعمال ضمن دائرة ارتياحنا و لم يعد القيام بها يسبب لنا التوتر أو المقاومة كما في السابق!!!
انتبة ، عندما تشعر بالراحة المزيفة التي تمنعك من تجربة كل جديد ، فأنت في وسط دائرة الارتياح
يقول وينس وتيلي وهو من أنصار النشاط: "الفاشلون يفعلون ما يريح أعصابهم، بينما يقوم الناجحون بإنجاز أهدافهم".
فالإنسان لدية إمكانيات وطاقات وقدرات لفعل المعجزات ويتوجب عليه أن يكون مستعداً دائماً لكسر دائرة الارتياح الخاصة به والخروج منها لتبدأ حياته بالتغيير، فلا ينتظر الفرص حتى تتغير بل يصنع الأسباب والفرص ولا يتنظر أحداً.
وتعريف علم النفس لدائره الارتياح (Comfort Zone) بأنها " حالة سلوكية يمارسها الشخص بلا توتر أو خطر بسبب اعتياده على ممارستها ضمن إطار روتيني محدد، ينتج عن هذا الروتين تكيف ذهني يعطي الشخص شعوراً غير واقعي بالأمان وفي نفس الوقت يحد من قدراته على التقدم والإبداع".
لذا نجد العديد من حولنا ممن يشكون بأنهم غير راضين عن وظائفهم أو وضعهم المادي ويرغبون في التغيير، وفي ذات الوقت لا يبذلون أي جهد أو يبادرون للتغيير ويفضلون البقاء والتذمر ولوم الظروف وإلقاء المسؤولية على الأخرين.
أن التغيير ليس بالأمر المستحيل، فجميعنا يستطيع أن يكون ذلك الشخص الناجح المتطلع للنجاح، والتغيير يحتاج إلى تضحية والعمل بجد واجتهاد للوصل إلى النجاح والراحة في النهاية.
فإذا أردت النجاح فعليك بالخروج من منطقة ارتياحك التي تشعر فيها بالأمان والإطمئنان والكسل ومعرفة كل جوانبها إلى منطقة التحدي والخطر التي ستشعر فيها بالخوف والتوتر والمقاومة والضبابية، وذلك بالتدرج في أخذ الخطوات إلى خارج دائرة ارتياحك وعمل أشياء جديدة لم تعهد القيام بها من قبل، والتفكير بطريقة مختلفة وفعل كل ما هو غريب بالنسبة لك ولست معتاد على عمله والتفكير به في السابق.
قد تشعر بأن أول خطوة للخروج من دائرة الارتياح غير مريحة وأن هناك شي من الخوف والتوتر والصعوبة والمقاومة تدفعك للعودة إلى دائرة راحتك ، فقط تحلى بالشجاعة والقوة والعزيمة ليصبح هذا التغيير شي طبيعياً بالنسبة لك وبالتالي تتوسع دائرة ارتاحك أكثر فأكثر. فالناجح هو الذي يستمر في التغيير والنجاح دائماً ، ولا يتوقف عند أول نقطة نجاح يصل إليها ، بل يجعل ميدان التغيير والنجاح هو دائرة راحته، وتذكر دائماً المراحل الست لنموذج التغيير: لاحظ، قرر، تعلم، استوعب، مارس، واظب.
وقد قال الإمام ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر ..
دافع الخطرة ,فإن لم تفعل صارت فكرة , ودافع الفكرة , فإن لم تفعل صارت شهوة , وحارب الشهوة ,فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة فإن لم تدافعها صارت فعلا ,فإن لم تتداركه بضده صار عادة , فيصعب عليك الانتقال عنها ..
: (( إن اكتساب عادة عقلية ( ذهنية أو نفسية ) جديدة ليس أمراً صعباً ، فهو يتطلب من 7 الى 21 يوماً .
وفي هذه الأيام الإحدى والعشرين علينا أن:
1- نفكّر .
2- ونتحدّث .
3- ونتصرف وفق ما تمليه علينا العادة الجديدة المطلوبة .
4- وأن نتصور ونتخيّل بوضوح تام كيف نريد أن نكون .
إذا فكَّرت بنفسك وكأنك صرت بالشكل المطلوب ، فإن هذا التصور يتحول إلى حقيقة بالتدريج ،
وإلى هذا يشير حديث رسول لله صلى الله عليه وسلم القائل: “أنماالحلم بالتحلم ، والعلم بالتعلم”.
يقول ابن القيم :-
(( واعلم ان الخطرات والوساوس تؤدي متعلقاتها إلى الفكر ، فيأخذها الفكر فيؤديها إلى التذكر .,فيأخذها التذكر فيؤديها إلى الإرادة , فتأخذها الإرادة فتؤديها الى الجوارح والعمل فتستحكم إلى أن تصير عادة ,فردها ومدافعتها من الأول أسهل من قطعها بعد قوتها …..
ومعلوم أن أصلاح الخواطر أسهل من أصلاح الأفكار ,وإصلاح الأفكار أسهل من إصلاح الإرادات, وإصلاح الإرادات أسهل من تدارك فساد العمل وتدارك فاسد العمل أسهل من قطع العوائد ( أي ما اعتاده الإنسان) ابن القيم رحمه الله ..
ان الخروج من دائرة الارتياح هو خروج من المعلوم للمجهول الذي عادة ما ينتابنا شيء من الخوف عند التفكير فيه
لذلك اذا عزمنا على الخروج من دائرة ارتياحنا لابد ان نتقبل الخوف الذي يصحب هذا الخروج في البداية ولا نجعله يسيطر علينا عندما نحاول التغيير لان أي عمل جديد اواي تجربه جديدة لابد ان يصحبها شيء من الخوف الذي هو خوف محمود يجب ان يستغل في الجانب المفيد من حيث التركيز ودراسة الخطوة قبل الاقدام عليها ورسم الخطة لتنفيذها
وهناك مقوله تقول
( بداية المجهول قد يخيف و تكـــراره يجعلــــــه أليـــف )
( تقبل الخوف في البدايــة سياسة الشجعان عن دراية )
ومن الامثلة السلبية لدوائر الارتياح هى ان يتعود المرء على نمط معين في قضاء وقته اليومي ويجد نفسه اسيرا لهذه النمط مع انه احيانا يحس بالملل منه الا انه لا يستطيع تغييره فتتصرم أيامه وشهوره واعوامه وهو على نفس المنوال!
مثلا شخص يعمل في وظيفه لا يحبها وامامه وظيفه اخرى لكن لا يعرف أن يقيمها فيفضل أن يبقي على وظيفته التى يكرهها تحت مبدأ الذى نعرفه احسن من الذى لا نعرفه
مثلا امرأه تعيش حياه تعيسه مع زوجها الخائن وامامها فرصه لتبدأ حياه جديده مع شخص اخر لكنها تفضل تحمل الاهانه والمرار خوفا من ان يكون الشخص الاخر مثله او اسواء منه وتحكم على تجربه لم تجربها خوفا من التغير
مثال شخص حصل على ترقيه في العمل وزياده في الدخل لكن يجب عليه الانتقال لفرع الشركه خارج مدينته وظروفه تسمح بذلك لكنه خوفه من التغير يمنعه ان يقبل العرض
مثال :- توجد انتخابات لأختيار شخص لمنصب معين سواء كان مدير او حاكم تجد الناخبين يختارون نفس الشخص لسنوات متتاليه خوفا من التغير وخوفا من الدخول في تجربه جديده وتحت شعار اللى نعرفه احسن من اللى منعرفوش حتى لو المرشحين الاخرين يمتلكون مقومات افضل
هؤلاء الناس لديهم إدمان في البقاء داخل دائرة ارتياحهم
لا يمكنهم فتح قالبهم الذي يعيشون فيه
الكثير من الناس الذى يمنعهم من التغيير هو خوفهم من ممارسة شيء جديد..
تبرمجو ببرامج قديمه منها ما هو مفيد فيستفيد منه
و منها ما هو ضار و تكيف معه و رضي به
لا يريد أن يفتح هذه الملفات أبداً
التغيير بالنسبة له شيء غريب.
غريب جدا و صعب التغيير بالنسبه له دخول لعالم المجهول
لديه قدرة على تحمل ألم الواقع أكثر من قدرته على تحمل ثمن التغيير.
لذلك من أشهر المخاوف عند نسبة كبيرة من البشر..
هو الخوف من التغيير.
الخروج من دائرة الارتياح هو جزء مهم في التنمية وتطوير الذات ،
وكل خطوة تقوم بها في هذا الصدد تدفعك لخطوة أهم وأكبر
ومن أهم الطرق والاساليب للخروج من دائرة الارتياح هو مواجهه الخوف وتعد هذه واحدة من أفضل الطرق للخروج من منطقة الراحه
لان الخوف من العوامل الاساسية التي تعيق تقدمنا ، واختبارنا لمواقف جديدة ، ومواجهة الخوف يساعدك على توسيع تلك المنطقة وبخطوات بسيطة ،
فإذا كنت مثلاً شخصا لديه فوبيا اجتماعية من مواجهة الناس ورفضهم لك ، يمكنك عبر خطوات بسيطة التغلب على هذا الخوف كالتالي :
في البداية قل لألشخاص مرحبا ، أو ابدأ بالتحدث مع الاشخاص على النت بدال من المواجهة المباشرة ، أو عبر الرسائل الفورية ، ثم ابدأ بالانخراط بالمحادثات المباشرة في العمل لاختبار قدرتك على التواصل ، وهكذا حتى يتبرمج عقلك اللاوعي لمواجهه الخوف خطوة بخطوة ، وكذلك كسر الروتين اليومي بإضافة أفكار جديدة ومبتكرة ، والتعرف على اشخاص جدد و الانخراط بالعمل التطوعي
فالنجاح هو حصيلة مجهودات صغيرة نبتكرها كل يوم بطرق مختلفة كما يقول براين تريسي " تحدي المخاطر التي تبدو خارج نطاق قدرتك الحالية ، هو الذي يمكنك من التقدم بثقة حتى تصل للنجوم .
