ماهى الرساله الذى يحملها لنا الروماتيزم
وبماذا يريد أن يخبرنا
أى مرض عضوى هو في الأصل له سبب نفسي وسبب روحى , ويجب علينا الانتباه ومعرفه كل مرض ماذا يقول .
فإذا عرفت هذا السبب النفسي وعالجته ان شاء الله سوف يختفي المرض .
الروماتيزم هو مجموعه من الأعراض الناجمة عن تغيرات نسيجيه مؤلمه ويقترن دائما بالالتهابات وتصلبات في المفاصل وتيبس ويمنع القدره الحركيه .
اغلب مرضي الروماتيزم هم أشخاص فاعلون ونشيطون خفيفو الحركه متململون لا يهدئون وكانوا مفعمين بالنشاط دون كلل أو ملل وكانوا شديدى التضحيه بأنفسهم في سبيل الآخرين .
فيظهر التهاب المفاصل يحاصرهم بالتصلب والتيبس إلى أن تجبرهم التشوهات على الراحه النهائية .
وهذا الكلام يعطى انطباعا كما لو أن الإفراط في الحركه والنشاط يتم تصحيحه عن طريق المرض بالتصلب والجمود , ولكن هناك مفهوم باطني اخر .
ولا ننسي قاعده أن المرض يفضح ويكشف الحقيقه دائما ومعنى ذلك انه في حاله التهاب المفاصل يدل هذا على أن هؤلاء الأشخاص متصلبون ذهنيا , ومعاندون في الحياه , وأن الحركه وفَرَّط النشاط .انما هو تعويض عن انعدام الحركه الحقيقى الذى في الوعى.
وكل ما كان وعى الشخص معاند او متعنت او يابس الرأس او صعب المراس او متشبث بشئ ويتصف بعدم المرونه كلما تيبَّست مفاصله أكثر وانتشر الروماتيزم به .
الطب النفسي قام بدراسه مرضي الروماتيزم منذ نصف قرن مضي وهكذا يتفق جميع الباحثين حتى الان على أن طبع مرضي التهاب المفاصل يكون به لمحه قسريا مع إفراط في التدقيق ونزعه إلى الكمال وكذلك به لمحه اكتئابيا مع حاجه شديده الى التضحيه بالنفس ورغبه شديده في مساعده الغير على حساب راحته مقرونه بسلوك اخلاقي مبالغ فيه وميل الى تعكر المزاج الأكتئابي لو ما ساعد احد أو ما خدم أحد .
وتبين كل هذه الصفات الصلابه والعناد والتعنت الحقيقي وتكشف مدى قله حركيه ومرونه هؤلاء الأشخاص في وعيهم وان النشاط والحركة الجسديه الدائمه الظاهره ماهى الا سوى تعويض مفرط عن انعدام الحركه الداخلي لوعيهم ( لديهم وعى جامد )
وهناك سبب نفسي اخر لمرض الروماتيزم وهو( العدوان )
فمريض الروماتيزم يكبح عدوانه ويمنع نفسه من الأنتقام على المستوي الحركى أى انه يفرمل الطاقه ويحاصرها في مجال العضلات فيشعر بالمرارة والأستياء والقهر
ان مريض الروماتيزم يسيطر قسريا على رغبته في الانتقام او على دوافعه العدوانيه التى تُلِّح عليه فتبدأ تذهب الى التحويل الجسدي وبالتالي فإن الطاقه الغير مفرغه تبقي عالقه دون استهلاك او تحرير في عضلات المفاصل وتتحول هناك إلى التهاب وألم
نستنتج من ذلك إن كل ألم يعيشه مريض الروماتيزم كان المقصود به في الأصل شخص آخر
فأذا كان ترك العدوانيه تأخذ مجراها وانهال ضربا على من تسبب له في الغضب ما كانت طاقه الانتقام انحبست في المفاصل .
و لانه كبح الدافع العدواني ولَم يخرجه بأى طريقه مناسبه أصابه الروماتيزم
وأصبح لديه عدوان ذاتى .
ينبغي عليك يامريض الروماتيزم ان تراجع نفسك وتفكر في من كان مقصودا بهذا الانتقام وتسامحه أو تنتقم منه المهم ان تخرج مابك من طاقه محبوسه .
أيضا الشعور بأن الآخرين يضحون بك والأستياء منهم أو الشعور بأن الآخرين يخدعونك وانت اكتشفت ذلك وكبت هذا الشعور معناه انك ضحيت بمفاصلك
بالنسبه لألتهاب أوتار عضلات اليد من عند المرفق والتى تجعل شكل اليد مَقْبُوضَة هنا يظهر بكل وضوح العدوان المكبوح والرغبه في الأنتقام المكبوتة كما انه يريد ان يضرب الطاوله بقبضه يده .
فعندما يعجز الشخص عن إعلان عدوانه نتيجه تعرضه لظلم ويلتزم بكبته وفرملته دون تفريغ يولد ذلك لديه مشاعر بالذنب لا واعيه شديده تؤدى به إلى ذلك الاستعداد الكبير لمساعده الآخرين والتضحيه من أجلهم كنوع من انواع تفريغ للطاقه التى به وهكذا ينشأ منه مركب غريب من خدمه إيثارية للأخرين والرغبه في السيطره عليهم في وقت واحد بما يسمى ( طغيان لطيف) .
كما وأن هذا المرض كثيرا مايظهر تحديدا في الوقت الذى تنتفي فيه إمكانية التعويض عن إحساسات الذنب بخدمه الآخرين بمعنى انه اذا لم يجد احد يخدمه ويضحى من أجله يبدأ ان يظهرالروماتيزم كتفريغ لطاقه سابقه قديمه التى كانت تخرج مع خدمته للأخرين .
ليس الروماتيزم فقط هو تعبير عن رغبه في الانتقام مكبوحه لكن ايضا شكايات المعديه والمعويه ، أعراض قلبيه ، اضطرابات في القدره الجنسيه ، قلق، اكتئاب كلها تجسيد لقهر وظلم .
و بالنسبه لحقيقه أن التهاب المفاصل يصيب النساء بنسبه تعادل ضعفي نسبه إصابته الرجال فيمكن تفسيرها بأن النساء أكثر تعرضا للقهر والكبت ولا يستطيعون التعبير عن دوافعهن العدوانيه بصوره واعيه .
الطب يفسر الروماتيزم إلى ترسب السموم في النسيج الضام ولكن في إطار رؤيتنا النفسيه السموم هنا ترمز إلى مشاكل غير معالجه او بمعنى أصح مواضيع غير مهضومة لم يحلها المرء وتركها معلقه او عجز عن حلها فترسبت في اللاواعي وتحولت لأمراض .
المجال النفسي ينصح للتخلص من الروماتيزم بان يكون لديك وعى معالجه المواضيع المكبوتة والمنحاه حتى الأن ولكن مريض الروماتيزم لا يريد مقاربه مشاكله بالأضافه الى انه متصلب وجامد الحركه فقد تشبث بشئ ما .
إن قلقه وخوفه أكبر من أن يستطيع استفسار غيريته واستعداده للخدمه والتضحيه ومعاييره الأخلاقية وتبعيته بصدق وأمانه .
وهكذا فأن أنانيته وقسوه قلبه أو عدم مرونته و عدم قدرته على التكيف او حبه التسلط وعدوانه او تشبثه بشئ معين تبقي في مجال الظل ويظهر بدالها استعداده المزيف لخدمه الآخرين لتصريف مابه من كبت .
ولكن يأتى الروماتيزم ليجسد مابداخله ويكشفه على شكل تيبس وانعدام حركه فهو انعكاس لجمود وعيه وعدم مرونه الوعى والخَوف من التغير .
#رسائل_الأمراض_لنا
#بماذا_يريد_مرضك_أن_يخبرك
#منى_الغضبان