بإمكان التفكير أن يشفى جسدك
(هناك مقوله لهيلين كيلر تقول على الرغم من أن العالم ملئ بالمعاناة إلا انه أيضا ملئ بالإمكانية على تحملها )
يعنى " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها "
كجزء من عمليه تغيير الدماغ ، تنتج الأفكار مواد كيمائية في الدماغ تسمى الناقلات العصبيه وربما قد سمعت عن مادتى الدوبامين والسيروتونين وهى مواد كيمائية معروفه تعتبر ناقلات عصبيه
فعندما ننتج الأفكار الايجابيه الخاصه بالشفاء تتحرر الناقلات العصبيه من فرع إحدى الخلايا العصبيه وتصنع طريقها في الرحله الى طرف فرع اخر وينتج هذا وميضا كهربائيا يعرف بإشعال الخليه العصبيه
فعندما نكرر الفكره عده مرات يحفز بروتين كيميائي إضافي ويصنع طريقه الى مركز الخليه العصبيه ( النواه ) حيث يجتمع مع الحمض النووى ( DNA) ويقوم بتفعيل العديد من جينات DNA والتى تقوم بتوليد البروتينات التى تنتج فروعا جديده وروابط بين الخلايا العصبيه بهذه الطريقه
فإن تكرار فكره ينتج روابط عصبيه جديده بين الخلايا العصبيه
وهذه هى كيفيه تغير الدماغ مع افكارنا وأفعالنا
انها عمليه سريعه يتم تفعيل المورثات خلال بضع دقائق وقد تحصل الخليه العصبيه الواحدة على الآلاف من الروابط الجديده في وقت قصير جدا
من الجدير بالملاحظة هنا هو أن المورثات قد تم تفعيلها من خلال حاله التفكير خلال دقائق ومع الوقت تأخذ قوه التفكير في الشفاء مكانا بسرعه على المستوى الوراثي ولها دور أساسي تقوم به العديد من الشفاءات العجيبة كما تسمى
هناك نوع اخر من المواد الكيميائيه يعرف بأسم جزيئات البروتين الناقله (neuropeptide ) يوجد منه انواع مختلفه التى تعكس حالات التفكير المختلفه والمشاعر والمواقف انها ترتبط مع الخلايا العصبيه من خلال الارتباط بأجزاء من سطح الخلايا العصبيه تعرف بأسم المستقبلات
المستقبلات في الأساس مثل رصيف تفريغ السفن
تخيل العديد من السفن مختلفه الاحجام والاشكال تريد أن ترسو في محطه تمتلك العديد من الأرصفة بها مختلف الإحجام والاشكال حتى تتوافق مع هذه السفن
إن الأمر شبيه تماما بسطح الخلايا العصبيه ، تحتوى الخلايا العصبيه على الآلاف من المستقبلات التى تسمح ل neuropeptide بمختلف اشكالها وأحجامها وأنواعها أن ترسوا عليها
فإذا كنت تفكر في فكره متكرره فأنه يتم انتاج نوع معين من neuropeptide مرات ومرات متعدده في جزء معين من الدماغ عندها سوف تقوم الخلايا العصبيه في تلك المنطقه بتطوير مستقبلات اضافيه كى تتعاون وتناسب هذا المنتج الجديد وتفعله
فعلى سبيل المثال اذا كان تفكيرك أنتج عنه إندروفين فإن الخلايا العصبيه سوف تنشأ مستقبلات إضافيه للأندروفين فإذا زاد الانتاج بعدد مائه فأن الخلايا العصبيه ربما تنشئ حوالى الف مستقبل وتثبت العاده او الفكره هذه الذى انت تكررها
اما اذا قل انتاج الاندررفين وتوقف عن تكرار هذه الفكره فأن الخلايا العصبيه سوف تفصل هذه المستقبلات بالتدريج
وهكذا كما أن التفكير يؤثر في الروابط بين خلايا الدماغ والموروثات النشطه فهو ايضا يغير في قشره الدماغ وسطحه
هذه هى الطريقه التى يعمل بها الإدمان وتحمل المواد فإذا استمر الأنسان في تناول ماده مثل الهيروين فأن الخلايا العصبيه سوف تنشئ مستقبلات أكثر للهيروين ويتثبت اكثر وفِي حاله ان الدماغ أنشئ مستقبلات كثيره فأن هذا الشخص يتطلب كميه اكبر من الهيروين كى يتزن نفسيا
ال neuropeptide ليس فقط موجود بالدماغ بل يتحرر الكثير منه في مجرى الدم ويسافر على طول الجسم كى ينجز أدوار مهمه
وهكذا في رابط قوى بين التفكير والجسد تنتج افكارنا ومشاعرنا ال neuropeptide (جزيئات البروتين الناقله ) التى تؤثر في الجسم وهذه المواد بإمكانها أن تصنع طريقا الى الدماغ
وبذلك يؤثر الجسم في التفكير ويؤثر التفكير في الجسد
ويؤثر الجسد في التفكير انها عمليه ثنائية الاتجاه ً
وتلعب neuropeptide دورا مهما في الكبد والكلى والبنكرياس والقناه الهضميه والقولون والجلد والاعضاء التناسليه وهى تؤثر أيضا في سكر الدم ، ضغط الدم ، معدل نبضات القلب ، التنفس ،حراره الجسم ، نظام الغدد الصماء ، النظام المناعى ، الرغبه الجنسيه ، الشهيه للطعام
هكذا فأن بالتفكير نستطيع أن نؤثر في كل هذه الأعضاء والأنظمه
فعندما يغير الانسان تفكيره من عدم الصبر الى صبورا فأن التغيرات تتم في الخلايا على طول الجسم وفِي كل مكان وتقوم الخلايا العصبيه بتطوير عددا من المستقبلات التى تمتلكها وكذلك الخلايا في أعضائنا على طول الجسم تقوم بالشئ نفسه
ولتوضيح هذه العمليه اكثر فأن جزيئات ال neuropeptide المرتبطه بعدم الصبر سوف تملأ الخلايا والجسم ووقتها سوف تطور الخلايا العصبيه مستقبلات اكثر لها
لكن عندما يتعود الشخص ان يكون أكثر صبرا فسوف يتوقف هذه الجزيئات المسؤله عن عدم الصبر ويسود تدفق الجزيئات المسؤله عن الصبر فعند ذلك يتقلص عدد المستقبلات الغير صبوره لأنه لم يعد هناك حاجه لها ويتطور بدلا منها المزيد من المستقبلات الصبورة
هكذا فأنه كلما غيرنا تفكيرنا فأننا نغير أجسامنا على مستوى الخلايا
تخيل ان ال neuropeptide انه مثل لون صبغه وتخيل ان تدفق الدم مثل النهر فأننا كلما غيرنا تفكيرنا فأننا نغير لون الصبغه الذى نلقيه في النهر ومع تدفق التيار تتلون كل شئ يمر به هذا النهر بالألوان المختلفه لأفكارنا
الان تصور أن الخلايا العصبيه تشبه كتل اسفنجيه منحوته فعندما انت ترسل الأصباغ المختلفه اللون في مجرى النهر تمتص الخلايا ذلك وتتأقلم مع ذلك اللون سواء كان اسود أو ابيض وتنتج له عدد اكبر أو اقل من المستقبلات لذلك اللون
لذلك غير لون أفكارك يتغير وضع جسمك
فعندما تغير فكرك من حاله عدم الصبر الى الصبر او من التوتر الى الاسترخاء او من السمنه الى الوزن المثالى فنحن بذلك نعمل على تبديل الروابط بين الخلايا العصبيه منتجين مواد كيمائية في الدماغ ومؤثرين في الخلايا والانظمه على طول جسمنا
عندما نقوم بتغيير لأفكارنا فنحن بذلك نغير اللون ودرجته التى يتم إنتاجها من خليط الألوان الذى يعكس تفكيرنا
فكل حاله من تفكيرنا تنتج تشكيله من الالوان والنغمات فترقص الخلايا جميعها في كل مكان في الجسم على نغم التفكير
هكذا عندما نفكر في الشفاء من المرض هناك أكثر من مجرد تقليل ضغط المواد الكيميائيه التى تتواصل مع الخلايا على طول الجسم