مجالات التفكر في خلق الله
هذه المجالات لا حصر لها، فمن طرق هذا الباب رأى في كل شيء آية، فالإنسان بحد ذاته بحرٌ لا ينفد لمن تفكر فيه وبتفاصيله، فالنفس البشرية أهم مواضع التفكر، وهذا العقل الصغير الذي لا تبصره العيون، وكذا الحيوان، والنبات، والجبل، والبحر، والحجر، وسائر المخلوقات.
لكن أهم أشكال التفكر :-
هو التدبر في آيات الله في القرآن ، فتتعرف على عظمة الخالق وحكمته وأسمائه الحسنى ، وصفاته العلى .
تدبر القرأن يعنى الحضور التام والوقوف مع الآيات والتأمل فيها والتفاعل معها واستشعار معانيها للإنتفاع بها والإقلاع عن القراءه المجردة من الإحساس مثل الترديد كالببغاء
تدبر القرأن يعنى الحضور التام والوقوف مع الآيات والتأمل فيها والتفاعل معها واستشعار معانيها للإنتفاع بها والإقلاع عن القراءه المجردة من الإحساس مثل الترديد كالببغاء
قال تعالى : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) النساء/ 82 .
وقال عز وجل : ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) سورة ص/ 29 .
ومعنى تدبر آيات الله : " التأمل في معانيه، وتحديق الفكر فيه، وفي مبادئه وعواقبه، ولوازم ذلك ؛ فإن تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف، وبه يستنتج كل خير ، وتستخرج منه جميع العلوم، وبه يزداد الإيمان في القلب ، وترسخ شجرته ، فإنه يعرِّف بالرب المعبود ، وما له من صفات الكمال ؛ وما ينزه عنه من سمات النقص ، ويعرِّف الطريق الموصلة إليه ، وصفة أهلها، وما لهم عند القدوم عليه ، ويعرِّف العدو الذي هو العدو على الحقيقة ، والطريق الموصلة إلى العذاب ، وصفة أهلها، وما لهم عند وجود أسباب العقاب .
وكلما ازداد العبد تأملا فيه : ازداد علما وعملا وبصيرة ، لذلك أمر الله بذلك ، وحث عليه ، وأخبر أنه هو المقصود بإنزال القرآن .
ومن فوائد التدبر لكتاب الله : أنه بذلك يصل العبد إلى درجة اليقين والعلم بأنه كلام الله ، لأنه يراه يصدق بعضه بعضا، ويوافق بعضه بعضا "
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" الْقِرَاءَةُ الْقَلِيلَةُ بِتَفَكُّرٍ أَفْضَلُ مِنْ الْكَثِيرَةِ بِلَا تَفَكُّرٍ ،
انتظرونى في الجزء الثالث من درس التفكر