لغه الإقناع وبرمجه الاخرين
عانى ميلتون إريكسون من العديد من الانتكاسات الصحية حتى أنه أصيب بالشلل، لكنه كان يدرك أن عقله الباطن يمتلك قدرات لا محدودة فابتكر بذكائه أنماط لغوية خاصة قادرة على إلهاء و تجاوز عقله الواعي المحدود، والنفاذ مباشرة إلى المخزن الهائل في لا وعيه للقيام بتغيرات حقيقية وجذرية، مكنته من الوقوف على قدميه من جديد و ممارسة مهنته كمعالج نفسي وأصبح أول أستاذ للتنويم بالإيحاء الحديث، ولقب فيما بعد ب" أب التنويم الإيحائي" أو المغناطيسي كما يحلو للبعض تسميته.
🟩 لغة ميتا ولغة ميلتون 🟩
كان لميلتون أريكسون قدرة عجيبة على إدخال أي شخص في حالة من الغشية وهي حالة ذهنية هادئة ومسترخية، باستخدام مهارات ولغة تشغل الجزء الواعي المنطقي التحليلي الذي يعتبر حارسا على العقل الباطن للمريض بفكرة، تم يحقن شعور أو فكرة أو إيحاء في لاوعيه، باعتبار العقل الباطن لا يفرق بين الخيال والحقيقة ولا يميز بين الماضي والحاضر والمستقبل، ويقبل كل شيء على أنه حقيقة لكنه يمتلك قدرات رهيبة.
👈 تسمى اللغة الموجهة للعقل الواعي بلغة ميتا أو اللغة العليا لأنها منطقية ومحسوسة يستجيب لها العقل الواعي مباشرة، أما لغة ميلتون فهي لغة مبهمة في الغالب تحمل شحنة عاطفية موجهة بالخصوص للعقل اللاوعي لإحداث التغييرات المناسبة فيه.
🔺وإليكم جميع المهارات التي استخدمها ميلتون اريكسون في علاج مرضاه والتأثير عليهم ويمكنك انت ايضا إستخدامها للتأثير عن الأخرين بعد أن تتقنها وتتعلمها جيداً
1️⃣ - مهارة الافتراضات
تقوم هذه المهارة على تضمين الجملة معنى إيجابي للشخص المقابل
كأن تقول "واصلوا استماعكم واستمتاعكم بحديثي" الافتراض المتضمن أنك كنت تستمع إلى منذ البداية.
"دعنا نواصل استمتاعنا بهذا الحديث الشيق" الافتراض أنك مستمتع بالحديث.
أما إذا قلت "يا أخي استمع إلي" فهذا افتراض سلبي يوحي له بأنه لا يستمع إليك.
المرأة التي تقول لزوجها "أحبني" فهي تفترض عدم حبه لها وتبعده عنها بمراحل وتصنع فجوة بينه وبينها لأنها أوحت لعقله الباطن بذلك
والأنفع أن تقول "أريد المزيد من حبك" يعني أنها تفترض وجود قدر من الحب يمكن زيادته.
فالافتراضات عبارات خطيرة ورسائل موجهة للعقل الباطن تغيب عن العقل الواعي وحتى المهارات التي سنذكرها فيما يلي تحمل نسبة كبيرة من الافتراضات لكن يغلب عليها طابع مميز.
2️⃣- مهارة قراءة الأفكار
ونسميها حقن الأفكار لانها تحقن المعلومه التى نريدها في العقل الباطن بصوره مباشره
و تعتمد هذه المهارة على حقن الأفكار في العقل الباطن عن طريق ايهام الشخص الآخر بأننا قادرين على قراءة أفكاره ومعرفه ما يدور في ذهنه.
فتكون الرساله على سبيل المثال :-
انا اعرف بماذا تفكر واعرف انك مهتم بالعرض (عندما تريد تشجيع شخص ما على قبول عرض )
كأن يقول الزوج لزوجته "أنا أعرف أنك تفعلين كل ما في وسعك للحفاظ على استقرار البيت" فهنا الزوج حقن في عقل زوجته فكرة الحفاظ على استقرار البيت في عقلها الباطن في غفلة من عقلها الواعي.
"أنا أعرف أنك تشعر بالراحة في هذا المكان" فإذا كان فعلا مرتاح سيفاجأ كيف عرفت أما إن كان عكس ذلك فقد أوجدت عنده تعزيزا لشعوره بالراحة.
إذا قلت لصديقك "أعرف أنني أستطيع الاعتماد عليك" فقد عززت لديه الرغبة في مد يد المساعدة.
"انا اعرف بماذا تشعر وانك سعيد بهذ الرحله "(عندما نريد من شخص ان يذهب معنا فى رحله )
"أنا أعلم ما يدور في ذهنك الآن"
"أعرف أنك تتساءل عما يجري الآن"
"أنا متيقن من حرصك على صلاة الفجر"
"اعرف انك تفكر بإيجابيه حول هذه المسأله"
والزوجه التى تردد لزوجها " انا اعرف انك لا تحبنى " " انا اعرف انك مليت منى " ظناً منها انها بذلك تحفزه على التعبير عن حبه لها هى بذلك غلطانه لأنها تقوم ببرمجه عقله الباطن على كراهيتها والملل منها بدون وعى منها
3️⃣- مهارة عامل الإمكان والرغبة وليس الضرورة
وهى ربط الهدف الذى نريد الوصول اليه برغبه المتلقي وارادته
يعنى توجيه الرغبة بأسلوب لطيف تجعله يتوهم أن رغبته وإرادته تنبعان منه هو شخصيا.
عندما تريد من صديقك تجهيز فنجان شاى تقول " لا بد أنك ترغب في إعداد كأس من الشاي." "من المؤكد انك حابب تجهيز كوب شاى " "ربما تحب ان تجهز لنا فنجان قهوه "
أن تقول لابنك "إني أرى رغبتك في النجاح"
أو المرأة لزوجها "أكيد أنك تفكر في اصطحابنا في نزهة"
اى انك تجعل الإراده والرغبه منطلقه من الاخر وليس منك انت
4️⃣- مهارة الربط البسيط
وهو ان نربط بين قضيتين أو فكرتين باستخدام واو الربط، ويكون هذا الربط بين سلوك محسوس وشعور مضاف.
"أنت تقرأ مقالتي الأن وأنت مستمتع بحديثي"
" انت تجلس وتشعر بالراحه "" انت تذاكر ومستمتع بالمذاكره "
"أنت تنظر إلى الحاسوب ويغلبك النعاس" فالرسالة الموجهة للعقل الباطن هي النعاس.
يمكنك أن تستخدم إيحاءات بأكثر من شيء محسوس وأضيف لها شعور مضاف.
كأن أقول "أنت تجلس على الكرسي وتنظر إلي وتستمع لكلامي وتشعر بالإثارة" إذن ربط سلوك محسوس بقيمة مشاعرية لنوصل قناعة جديدة للعقل الباطن.
5️⃣- مهارة الربط الضمني
وهو ان نربط بين قضيتين بإستخدام حرف السين او كلمه سوف او اثناء او عندما
يعنى نقوم بالربط بين حالة واقعية وبين الرسالة أو الشعور الذي نريد إيصاله، لنحفزه على الاستمرار والاستغراق في الحالة التي هو عليها.
"بينما أنت جالس ستشعر بالراحة"
" أثناء التفكير سيتراءى لك الحل"
" بينما انت تسير سوف تشعر بالمزيد من الثقه "
" كلما واصلت قراءة المقالة كلما استوعبت اللغة الميلتونية"
"بينما انت تفكر في الموضوع سوف تقتنع باهميته "
"بينما انت جالس في الاجتماع سوف تشعر بالشجاعه لطرح الموضوع الفلانى "
والهدف من هذه المهاره هو ان يستمر بالقيام بنفس السلوك
6️⃣- مهارة مجاراة الخبرة الحالية
ننظر للحالة التي يتسم بها الشخص المقابل سواء كانت السلوكية أو حتى مشاعرية ونضيف لها قيمة جديدة
"وأنت مرهق من العمل فكر في الأجر من الله تعالى"
وأنت غارق في مشاغلك تذكر حق أسرتك عليك"
7️⃣- مهارة السبب والتأثير
هذه المهارة منتشرة بشكل كبير وخصوصا في المجال الإعلامي وهي تعتمد على إيصال إيحاء بوجود سبب يؤدي إلى نتيجة حتمية.
"مجرد تفكيرك في هذا الموضوع سيسبب لك الكثير من المتاعب" فالتعب نتيجة حتمية للتفكير في هذا الموضوع بالذات.
كأن تقول "مجرد سماع سيرته يصيبني بالغثيان"
أو عندما تقول "عندما سأحصل على الترقية سأكون سعيدا" إذن أنت علقت سعادتك على حدث لم يتحقق بعد وحكمت على نفسك بالتعاسة طيلة مدة الانتظار.
8️⃣- مهارة السياقات الخفية
النطق بعبارة تحمل معنيين تأتي في سياق ليس له دلالة واضحة
"هل يمكن أن أقول أن المعنى أصبح واضحا" فإذا قال نعم أو لا فهذا رأيه وليس رأيي أنا لأني أتساءل ولم أقل رأيي.
"لست متأكد من وجود الحافز لديكم"
9️⃣- مهارة الاقتباسات
تريد إيصال معلومة ولا تريد أن تنسب إليك فتجعلها في كلام غيرك
مثل قولنا: يقول لي أصدقائي: “أني أبدو وسيما في البدلة الرمادية”.
مثل القول” لم يكن لهذا الكلام أي معنى ولكن أخي كان مصراً على قوله ذلك".
" لست متأكدا إن كان الأمر سيروق لك لكن الدراسات تقول إن الغضب يؤدي إلى العديد من الأمراض الخطيرة"
🔟- مهارة الأضداد الزوجية
أستخدم ضدين في المعنى في جمله واحده فينشغل العقل الواعي بالضد الاول بينما يدخل ويمر الضد الأخر إلى العقل الباطن.( الضد الثانى يجب ان يكون هو المستهدف )
فلو اردنا ان نخفف عن شخص في أزمه نقول :- كلما اشتدت ازمتك كلما شعرت بالراحه بعدها ) او ( كلما طال عليك الأمر كلما كان التغير اسرع )
"ضافت فلم استحكمت حلقاتها فرجت" العقل الواعي انصرف نحو الضيق وتسرب الفرج إلى العقل الباطن فازدياد الضيق يبشر بقدوم الفرج.
"اشتدي ازمة انفرجي"
أو قوله تعالى "إن مع العسر يسرا"
فإذا استمريت على ترديد هذه الأيه ستصبح بشكل لا ارادى بعد كل عسر تنتظر الفرج لان العقل الباطن في الاصل يؤمن بالاضداد جدا
💥💥ملحوظه :-
حتى تكون اللغة الميلتونية فعالة ومؤثرة أثناء استخدامها، فلا بد أن تستخدم في سياق الكلام فقوتها تكمن في استرسال الكلام، فهي مهارات تتخلل حديثك بوثيرة منتظمة ومنسجمة ومدمجة في الكلام، كما أن استخدامك المستمر لمهارات اللغة الميلتونية وتركيزك الدقيق على الفوارق الطفيفة بين مهاراتها، سيجعلك مفاوضا ومقنعا بارعا سواء في القاء الدروس أو المحاضرات أو حتى في تحرير المواضيع. بالطبع الأمر سيحتاج منك بعض الجهد والوقت لتصبح عادة تلقائية كأي عادة تعلمناها من قبل كقيادة الدراجة أو السباحة مثلا.