الذنب المتكرر وكيف أصل لحاله المثاليه بدون ذنوب

 ماذا أفعل في الذنب المتكرر كيف اصل الى حاله المثاليه ولا ذنوب ؟؟


هناك حديث شريف يُخاطَب به من يظن أنه يستطيع أن يصل إلى حال المثالية، كما يقال، ومرتبة الكمال التي لا يخطئ معها، فإن هذا أمر متعذر، نقول له: هذا لا يمكن، و لابد من وجود تقصير، لابد من وجود إساءة، لابدّ من وجود ذنب، لا يستطيع الإنسان أن يشكر نعمة واحدة من نعم الله عليه، والناس يخطئون، وكل ابن آدم خطاء، فالعصمة ليست لأحد.


عن أبي هريرة : قال رسول الله ﷺ: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله  -تعالى، فيغفر لهم (رواه مسلم).


معنى الحديث أنه لابد من وقوع الذنوب حتى تظهر آثار مغفرته ورحمته سبحانه واسمه التواب الغفور والعفو؛ لأنه جل وعلا لو لم يكن هناك ذنوب لم يكن لمعنى العفو والغفور والتواب معنى، 


الله  يتوب على من تاب ويعفو عمن رجع إليه ويعفو عمن يشاء ممن أصر سبحانه وتعالى فضلاً منه وإحسانا جل وعلا، حتى تظهر آثار أسمائه الحسنى التواب الرحيم العفو الغفور.


الحديث ليس معناه الترخيص في الذنوب لا، الله نهى عنها وحرمها، لكن سبق في علمه أنها توجد، وأنه سبحانه يعفو عمن يشاء، ويغفر لمن يشاء إذا تاب إليه، فهذا فيه دلالة على أن هذه الذنوب لابد منها وخلق الانسان عليها كجزء من تكوينه النفسي ؛ فلا يقنط المؤمن، ولا ييئس، ويعلم أن الله كتب ذلك عليه، فليتب إلى الله، وليبادر بالتوبة، والله يتوب على التائبين.

فليس القدر حجة، ولكن عليك أن لا تقنط، وأن لا تيئس، وأن تتوب إلى الله سبحانه، وتعلم أن هذه الذنوب شيء قضاه الله عليك، وعلى غيرك لكى تقاومها بالتوبه والإستغفار


و خلاصه الحديث :- 

لو لم تذنبوا ـ لذهب الله بكم  ـ أي لأذهبكم وأفناكم، وأظهر قومًا آخرين : يذنبون ـ أي يمكن وقوع الذنب منهم ويقع بالفعل عن بعضهم: فيستغفرون الله ـ أي فيتوبون أو يطلبون المغفرة مطلقًا: فيغفر لهم ـ لاقتضاء صفة الغفار، والغفور ذلك، ولذا قال الله تعالى: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً {نوح: 10} ولاستلزام هذه الصفة الإلهية وجود المعصية في الأفراد البشرية، والمعنى انه لو كنتم معصومين كالملائكة لذهب بكم، وجاء بمن يأتي منهم الذنوب، لئلا يتعطل صفات الغفران والعفو، فلا تجرئة فيه على الانهماك في الذنوب


والمعنى المراد من الحديث هو إن الله تعالى كما أحب أن يحسن إلى المحسن أحب أن يتجاوز عن المسيء، 


وقد دل على ذلك غير واحد من أسمائه الغفار الحليم التواب العفو، فلم يكن ليجعل العباد شأنًا واحدًا كالملائكة مجبولين على التنزه من الذنوب، بل يخلق فيهم من يكون بطبعه ميالاً إلى الهوى مفتتنًا ومتلبسًا بما يقتضيه، ثم يكلفه التوقي عنه ويحذره عن مداناته ويعرفه التوبة بعد الابتلاء، فإن وفى فأجره على الله، وإن اخطأ الطريق فالتوبة بين يديه، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم: إنكم لو كنتم مجبولين على ما جبلت عليه الملائكة لجاء الله بقوم يتأتى منهم الذنب، فيتجلى عليهم بتلك الصفات على مقتضى الحكمة، فإن الغفار يستدعي مغفورًا، كما أن الرزاق يستدعي مرزوقًا


الله -تبارك وتعالى- من أسمائه: التواب، ومن أسمائه: الغفور، ومن أسمائه: الرحمن والرحيم، وما شابه ذلك من الأسماء الحسنى، وأسماؤه -تبارك وتعالى- تظهر في أمره، كما تظهر أيضاً في خلقه، فمن مقتضى هذه الأسماء أن يوجد من يذنب، فيغفر له، ويوجد من يستغفر، فيغفر له، ويوجد من يتوب، فيتوب الله عليه، فلو لم يوجد من يذنب، ولم يوجد من يستغفر، ولم يوجد من يتوب، فما هو الأثر الذي سيكون لاسمه -تبارك وتعالى: التواب، والغفور، والرحمن، والرحيم، وما شابه ذلك؟.


كما أن هذه الأسماء أيضاً تقتضي وجود قوم يعاقبون، ويؤخذون، وأقوام يهلكهم الله -تبارك وتعالى، فتظهر معاني أسمائه -تبارك وتعالى، فتظهر معاني: الجبار، والقوي، والقاهر، والقدير، وما شابه ذلك، فاقتضت حكمته -تبارك وتعالى- أن يوجد هذا وهذا، يوجد من يعاند ويكابر، ويكون محادًّا لله -تبارك وتعالى- ولرسله -عليهم الصلاة والسلام، فيؤخذ، فتظهر فيه معاني أسماء الله -تبارك وتعالى، كالقدير، والجبار، ونحو ذلك، ويوجد آخرون يوفقهم الله للتوبة والاستغفار، فيستغفرون، فيغفر لهم، فتظهر فيهم آثار الأسماء الأخرى، وهكذا.


هل يمكن للناس أن يُعصموا من الخطأ، والذنب، والإساءة الى الأبد ؟؟ هل يمكن هذا؟ 

لا، هذا ما يمكن، فلابدّ من وقوع الخطأ، فهنا في مثل هذا المقام نقول لهذا الإنسان، أو لمن يظن أنه سيصل إلى مستوى من النزاهة والطهر بحيث يكون كالملَك، لا يقع منه إساءه، ولا ذنب، ولا خطيئة، نقول: لا.


هذه النصوص تدل على أنه لابدّ أن يقع ذلك؛ لتظهر معاني أسماء الله الحسنى، لكن ليس معنى هذا أن يتعمد الإنسان الإساءة، ويتعمد الخطأ، فهذا عدوان، والواجب على الإنسان أن يلزم حدود الله -تبارك وتعالى، وإلا فما معنى التقوى وهي أن يجعل الإنسان بينه وبين عذاب الله وقاية؟،




نرشح لك المقال التالي

فهرس كتاب تناسخ الأرواح بين الوهم والحقيقه

فهرس كتابى تناسخ الارواح  بين الوهم والحقيقه هل قابلت شخص من قبل وشعرت انك تعرفه  ؟  هل مررت بموقف وشعرت انك عشته من قبل ؟ البعض يفسر ان ذلك...

الاسم

اتجاه السرير,3,اسئله متكرره وإجابتها,7,استر هيكس,4,أسرار الوعى,3,إكتئاب العيد ، إدارة العواطف ،العيد والصحه النفسيه ،,1,الأحبال الأثيريه، الحبل الطاقي ، قطع الحبل الأثيرى,1,الازدهار,1,الاستحقاق، حب الذات,1,الامتنان,5,الباراسيكولجى,13,البندول الطاقي,2,البندولات,2,التاروت,8,التأمل وانواعه,9,التدمير الذاتى,1,التعطيل,1,التفكير المفرط,1,التقمص,5,التمارين التخيلية,7,التواصل مع الملائكه,28,التوافق الذبذبي,2,الحب وتؤام الروح,23,الخشوع,1,الدرع الطاقي، درع الطاقه، الحمايه الطاقيه، الدفاع الطاقي,5,الدفاع النفسي والطاقي,13,الديتوكس,3,الرسائل الكونيه,1,السرنديب,7,الشاكرات,21,الشذوذ، قوم لوط ،,1,الشفاء الذاتى,27,الصحه النفسيه، الصدمات، التعافي,2,الطاقه الحيويه,31,العقل الباطن,3,العلاج بخط الزمن,1,الفلك,2,القوانين الكونية,10,الكارما,3,الكود الطاقى 2020,1,المقاومه الداخليه,5,المقاومه الداخليه ، التحرر,3,المقاومه الذاتيه,4,المودرا,8,إنقطاع الإنترنت,1,برمجه لغويه عصبيه NLP,10,بوابه طاقيه 8/8,1,تأمل لمغادره كورونا,1,ترانسيرفنج,2,ترانسيرفينج 78 يوم,51,ترددات السولفيجيو,1,تطوير الذات,119,تقنيات التحرر من المعتقدات والأفكار السلبيه,22,تمارين الوفره,4,تمارين قانون الجذب,24,تناسخ الأرواح,7,تنبؤات العام الجديد,4,توقعات الابراج,4,توقعات عام 2020,2,توقعات عام 2021,13,توقعات عام 2022,14,توقعات عام 2023,1,توكيدات,1,توكيدات الشعر,3,توكيدات لجذب المال,1,جدب المتل,1,جذب العلاقات,29,جذب المال,1,جلسه تأمل,2,ديباك شوبرا,32,رسائل الأمراض لنا,15,رسائل الملائكه,2,زرع الاهداف على خط الزمن,1,سبليمنال,2,شريك الحياه ،,2,شفاء الطفل الداخلى,1,صدمات الطفوله,1,صناعه الواقع الذهبي,15,طاقة 2020,1,طاقة الأم,1,طاقة الحضور,1,طاقة الخريف,3,طاقة العام الجديد,8,طاقة الفرح,1,طاقة المكان,14,طاقة النجسيد,1,طاقه 2021,12,طاقه أسماء الله الحسنى,11,طاقه الاستغفار,10,طاقه الأنوثه,2,طاقه العبادات,58,طاقه القمر,5,طاقه المال,2,طاقه الوفره,4,علامات التشافي ، علامات التحرر,2,علم الأرقام,45,علم البندول,1,علم التخاطر,4,غرفه النوم,1,فائض الاحتمال,1,فاديم زيلاند,58,فريدريك داودسون,2,فضاء الاحتمالات,1,فك التعلق,1,فلاديمير جيكارنتسف,7,فونج شوى,2,فيروس كورونا,1,قانون الجذب,60,قراءه الفنجان,2,قطع الحبل الطاقى,2,قوانين العقل الباطن,19,كارما الأجداد,1,كسوف الشمس، طاقة الكسوف,4,كشف الغيب,1,لعنه الفراعنه,1,نادي حب الذات,15,نفحات الوعى,35,Winter arc,1,
rtl
item
منى الغضبان: الذنب المتكرر وكيف أصل لحاله المثاليه بدون ذنوب
الذنب المتكرر وكيف أصل لحاله المثاليه بدون ذنوب
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgFZgWZvwaFt5EpK6wMcRcRI2mDomkjZ1aHuxroaXbtTb3-HVtd05Voe8jXL20uG3e5bS7k-qRIwwsmdEvDVwBrfqIZM-7ISzYsZBbb2ofJz3pf_J5kAZqFfDrzWvnb2jcq3b2eD6rhfG3CNeJCDghIoEIpz-nmv1EUcpfohVgFXMy37E6AWQGfCcBy/s320/55AE18A1-DB22-45D5-B767-9EF35E9E37EE.jpeg
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgFZgWZvwaFt5EpK6wMcRcRI2mDomkjZ1aHuxroaXbtTb3-HVtd05Voe8jXL20uG3e5bS7k-qRIwwsmdEvDVwBrfqIZM-7ISzYsZBbb2ofJz3pf_J5kAZqFfDrzWvnb2jcq3b2eD6rhfG3CNeJCDghIoEIpz-nmv1EUcpfohVgFXMy37E6AWQGfCcBy/s72-c/55AE18A1-DB22-45D5-B767-9EF35E9E37EE.jpeg
منى الغضبان
https://www.mona-elghadban.com/2022/08/blog-post_11.html
https://www.mona-elghadban.com/
https://www.mona-elghadban.com/
https://www.mona-elghadban.com/2022/08/blog-post_11.html
true
3642768768262030271
UTF-8
Loaded All Posts Not found any posts مشاهدة الجميع قراءة المزيد Reply Cancel reply Delete By الرئيسية الصفحات الموضوعات مشاهدة اكثر موضوعات مشابهة LABEL ARCHIVE بحث الموضوعات كاملة Not found any post match with your request الرجوع للرئيسية Sunday Monday Tuesday Wednesday Thursday Friday Saturday Sun Mon Tue Wed Thu Fri Sat January February March April May June July August September October November December Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sep Oct Nov Dec just now 1 minute ago $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago Yesterday $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago Followers Follow THIS CONTENT IS PREMIUM Please share to unlock Copy All Code Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy