لماذا السيده هاجر لم تحصل على الماء من أول مره دعيت فيها الله وبدون الهروله والجرى بين الصفا والمروه سبع مرات ؟؟
لماذا تحقق طلبها بعد سبع محاولات وليس أكثر وليس أقل ؟؟هل رقم سبعه فيه السر للتجلى ؟؟
و ما هى الرساله من هروله السيده هاجر وعدم إستجابة دعائها من اول مره ؟؟
الحقيقه ان قصتها فيه أربع رسائل وليست رساله واحده
🔥1️⃣- اول رساله هى السعى
فلن تحصل على طلبك بدون السعى وتهيئه الأسباب وليس سعى عادى بل على الأقل سبع محاولات من السعى الصحيح حتى لو كنت ولى من أولياء الله لأن أيضاً السيده مريم كان الله قادر ان يرزقها التمر بدون مجهود لكن طلب منها إن تهز جذع النخله مع ان الله قادر انه يخلق لها الطعام مباشرا امامها لكن هذه سنه الحياه هى السعى
فمهما كانت مكانتك عند الله او قربك منه مطلوب منك الكد والسعى المستمر لذلك قال الله في القرأن ( لقد خلقنا الإنسان في كبد )
ولكن كلما كنت قريب من الله كان السعى المطلوب منك خفيف وبسيط مثل ما حدث مع السيده مريم
🔥2️⃣- ثانى رساله هو الصبر مهما انقطعت بك الاسباب
ولم يستجيب الله لها من اول مره ليختبر فيها الصبر ولكى تكون قدوه لنا عندما نيأس نتذكر انها كانت زوجه نبي ورغم ذلك لم يستجيب لها من اول مره فمابالك نحن وبالتأكيد مطلوب منك صبر مضاعف تتأقلم عليه وتستعد له
✅ الصبر هو بمثابه مقرر اجبارى على كل البشر مطلوب منك تنجح في هذا الأختبار لأن هذا هو الإبتلاء الخاص بك في هذه الأرض والذى بسببه تمر و تدخل الجنه لذلك قال الله ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا )
وإختبار الصبر ليس له ميعاد محدد ممكن يجيلك وانت في الطفوله او المراهقه او في الشيخوخه أو انت في بطن أمك فتتولد ناقص عضو مثلاً
﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾
الايه تتكلم عن مرحله النطفه وقت تكوين الجنين وتوضح ان ممكن ينزل الابتلاء وقت هذا التكوين
فمن يجد نفسه مثلا لون جلده لا يعجبه او خشونه شعره لا تعجبه او انه مولود بدون اطراف عليه ان يعرف ان هذا هو اختباره الذى بسببه بيدخل الجنه
🔥3️⃣- الرساله الثالثه هو الإلحاح في الدعاء وتكراره على سبع مراحل
و هنا في إشاره إلى شئ مهم جدا وهو ان لو عندك طلب وتدعى الله به لازم تكرار محاولات السعى إلى سبع مرات و السيده هاجر كانت زوجه نبي ولها مكانه ورغم ذلك انطلب منها السعى سبع مرات فما بالك نحن الذى لا نأتى بجانبها شئ
حتى رمى الجمرات سيدنا إبراهيم عندما ظهر له الشيطآن متجسد يحاول يوسوس له في عدم تنفيذ أمر الله رجمه بالحجاره مره واتنين وثلاثه ولم يختفي وكان يعترض طريقه لكن بعد المره السابعه اختفي الشيطان تماما و مع انه نبي لكن لم ينجح إلا بعد المحاوله السابعه فما بالك نحن ، فهذه ايضا علامه على ان محاولات السعى الصحيحه لنجاح طلبك المفروض ان لا تقل عن سبع مرات بشرط تكون محاولات صحيحه ومدروسه
💠 وايضا استنتجت والله اعلم انك
إذا استمريت في دعائك إلى أكثر من سبع سنوات ولم يتحقق طلبك معناه ان ما تدعى به ليس فيه خير لك واتركه
لانى إستنتجت ان الله طالما استجاب لها بعد سبع مرات معناه انه بذلك حدد المده التى من المفترض ان نستمر في الدعاء او السعى الصحيح وهى ان لا تزيد عن الرقم سبعه سواء سبع شهور او سبع سنين او سبع ايام وطبعا حسب نوع الهدف يعنى مثلا هدف الانجاب المفروض الاستمرار على الدعاء سنه ورا سنه وهدف الزواج الدعاء فيه سنه ورا سنه ، مثلا من تريد الزواج او الانجاب تستمر سبع ايام لم يتحقق تستمر سبع أسابيع لم يتحقق تستمر سبع شهور وهكذا واذا وصلت إلى السنه السابعه ولم يتحقق معناه ان هذا الأمر كان فيه شر وتم حجبه عنها
تعديل ✅✅ بالنسبه لإعتراض البعض على جملة لا تستمر في دعائك أكثر من سبع سنوات بنفس الطلب والإستشهاد بأيه ( ادعونى أستجب لكم ) أولا الله يقول أستجب لكم ولم يقل أجيبكم وهناك فرق بين الكلمتين وايضاً أنا ارى والله اعلم ان هذه الايه لا تعنى انك تستمر في نفس الدعوه طوال العمر لكى تتحقق ، لأن معروف ان من علامات تحقيق الدعاء هى ظهور علامات التيسير وبشائر لفتح الابواب في نفس الشهر الذى دعيت فيه ولكن إذا لم يحدث التيسير معناه ان هذا الشئ فيه شر لك والمفروض انك تبعد عنه وليس أن تدعى به .
وجميع الاشخاص التى تحققت دعواتهم بعد سنين طويله ندموا انها تحققت لأن بالفعل أكتشفوا أن طلبهم كان فيه شر والله كان يمنع عنهم الإجابه لكن إصرارهم خرب حياتهم واعرف واحده عشرين سنه تدعوا بالإنجاب وللأسف أنجبت إبن فاسد حول حياتهم لجحيم فيما بعد واعرف واحده والدتها كانت تدعى لها ان تتزوج من السعوديه لانها تتمنى العيش هناك ولا تجد وسيله لذلك إلا ان بنتها تتزوج سعودى وهذه السيده توفيت وانتهى دعائها وبعد عشرين سنه تحققت دعوه الأم وبالفعل البنت تزوجت سعودى وعاشت هناك رغم انها لم تستمر بنفس دعاء امها وايضا الحديث الشريف الذى يقول ( يُستجاب لأحدكم ما لم يستعجل ) ليس معناه انك تدعى نفس الدعاء عشرين سنه او اكثر لأن المفروض ان لا نتعلق بشهوات الدنيا لهذه الدرجه لان التمسك بشئ معين والدعاء به عشرات السنين هذا اسمه تعلق يعنى شرك أصغر لانه تعلق بغير الله ومعروف انك إذا زهدت الدنيا تأتيك راغمه وعندما تتخلى عن رغبات الدنيا يتجلى الله في قلبك لأن في التخلى تجلى والمفروض اننا نتعامل مع القدر بمرونه ونستمر في الدعاء مده معقوله واذا لم تظهر علامات الإستجابة أو لم يظهر أى تيسير نفوض أمرنا لله ونختار دعاء لطلب مختلف ، والحاله الوحيده الذى من المفترض أن نستمر فيها بالدعاء طوال العمر هى الدعوات التى تخص الآخره والجنه وكل دعوات العباده لأن هناك فرق بين دعاء العباده لله ودعاء تحقيق مصلحتك الشخصيه
استمر على دعاء العباده انما غير ذلك لا أنصحك بالاستمرار اكثر من سبع أحوال إلا لو ظهرت علامات التيسير
🔥4️⃣ الرساله الرابعه
ان في علاقه كبيره جداً بين عبادتنا وبين المجهود البدنى
لماذا نحن نهرول مثلها رغم اننا لا نبحث عن ماء ؟؟
الرساله من هرولتنا هى ان بذل المجهود البدنى هو احد طرق عبادة الله سواء كان هذا المجهود كان في السعى وتهيئة الأسباب أو مجهود في إقامة العبادات ولذلك صلواتنا كلها حركيه وليست في وضعيه ثابته مثل باقي الشرائع
فالله خلق لك جسدك لتستخدمه في العباده يعنى مطلوب منك إشراك كل اعضائك وجوارحك وحواسك في العباده
بذل مجهود بدنى لكسب رضا الله هى الطريقه الأفضل للعباده
لذلك في فريضه الحج يخرج الانسان منه كما ولدته امه بسبب كثره المشقه التى يبذلها الحاج في مناسك الحج
وجميع من ينكر مناسك الحج لايفهم هذه النقطه ويسخر من الهروله والدوران حول الكعبه وصعود جبل عرفه ورمى الجمرات ولم يفهمون ان بذل مجهود بدنى هو الذى سوف ينجيهم من النار وانك تقدم صحتك في ارضاء الله هذا ثمن بسيط جدا
فهل الله لا يستحق ان نبذل صحتنا ونستخدم أعضائنا في التقرب اليه
ماذ لو إنك بذلت صحتك ومجهودك مقابل العفو عنك في ذنب ما ،
اعتقد ان هذا طلب بسيط وفي متناول الجميع لذلك كانت الصلاه ركن اساسي بدونها يتم التكفير لان طالما الإنسان يرفض بذل هذا المجهود البسيط في ارضاء الله فلا يستحق ان يكون من عباد الله