لماذا طفل يولد بدون أطراف ويعيش بنصف جسد ؟ ماذا فعل لكى يستحق الحرمان من نعمه الحركه ؟
لماذا طفله تولد بدون رحم وتعيش في حرمان من الذريه ؟ ماذا فعلت لكى تستحق العقم
قصه سيدنا موسى والخضر تثبت أن تناقضات الحياه وفهم أقدار الله هو شئ فوق إمكانيات العقل البشرى
وتثبت ايضا انه مستحيل تقدر تفهم الحكمه العميقه من الاحداث بدون وجود شخص من أولياء الله الصالحين مثل الخضر في حياتك لديه العلم اللدنى وليس العلم الكسبي، مستحيل تفهمها بمفردك طالما لا تمتلك هذا العلم اللدنى
وموضوع الابتلاء داخل في علوم القدرة وهي العلوم التى فوق طور العقل المقيد والتي قد تبدو للعقل عشوائية ولكن ليست هي كذلك ، بل عندها قانون خاص في عقل أوسع بتعليم الله...
لذلك الله طلب مننا عدم السؤال عن الأشياء التى تبدو لنا سيئه
( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم" )
✅ لذلك سيدنا موسى عليه السلام وهو نبي لم يستطيع أن يفهم الحكمة الإلهية إلا عن طريق فهم هذا الولي صاحب العلم اللدني يعني علم وهبي مباشر من الله سبحانه وتعالى وليس علماً كسبياً ،
كذلك نحن لا يمكننا ان نفهم لماذا هذا الطفل بالذات خُلق أعمى او يتيماً أو عقيم... هي حكمة خاصة بهذا الطفل والفلك المرآة الذي يعيش فيه ، فسيدنا موسى أنكر غرق السفينة ، ونسي ان أمه القته في اليم ، وانكر قتل الغلام ونسي أنه قتل القبطي ، وسأل الأجر عن بناء الجدار ونسي خدمته لبنات سيدنا شعيب دون أجر ، فالولي ليس إلا مرآة لمريد علم الله يعرفه بنفسه ليعرف ربه ... بشرط الأتباع والتسليم
✅ بالفعل لن تكون هناك حكمه أو رحمه لهذا الطفل الذى وُلد بدون اطراف إذا اقتصرت حياة هذا الطفل على الدنيا فقط ، وسوف يكون ظنك صحيح بأن ليس هناك عدل ، لكن وجود حياه أبديه أخرى يظهر حكماً كثيره ولطفاً كبيراً ، وبالتأكيد هناك تعويض من الاله الرحيم لمعاناة هذا الطفل في حياه ابديه مليئه بالنعيم
فلو كان الله اخبرنا أن هذه هى حياتنا الوحيده وليس هناك حياه في الجنه كان يحق لنا التعجب من منغصات الدنيا وآلامها ولكن طالما هذه الحياه هى تمهيد لحياه ثانيه فوجود الآلام والتناقضات منطقي
ثم أن الله قال في كتابه ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ )
يعنى أى شئ يأخذه الله منك يتم استبداله بالجنه
( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) هذه الأيه دليل على أن هناك مسائل غيبيه سوف تتكشف فيما بعد فيجب علينا الصبر
💠 مراحل وجودنا من الميلاد حتى الحساب تشبه المسرحيه ، فلا تحكم على المسرحيه من خلال الفصل الأول فقط ، انتظر حتى تنتهى جميع فصولها ، حياتنا على الارض هى أحد الفصول ، مازال هناك حياه برزخ ومازال هناك حساب وعقاب وعدل ربنا لا يمكن أن يتطرق اليه الشك ، وهى من المسلمات الأولى للأيمان
فلو انت غير قادر على أن تعرف الحكمه من الشر الذى أصابك ولا تستطيع أن تجد مبرراً ، فلا تتسرع في إصدار أحكام وعلق حكمك ، لأن الحياه والوجود مازال لهم بقيه ومراحل وعليك الانتظار حتى آخر مرحله ، وحتى في أصعب الحالات التى لا نعرف فيها الحكمه من مصائبنا وخصوصاً التى لا تنفك ابداً وتكون شراً من جميع الاتجاهات يجب أيضاً أن نعلق الحكم .
فعندما خرق الخضر قارب المساكين وأغرقها وتعطلت أرزاقهم ثم قام بقتل غلام وأمه انفطرت من الحزن عليه ، وكل هذه الأفعال التى تظهر لنا على أنها شر كانت كلها خير ، فيجب علينا نحن البشر أن نفهم بأننا أقل بكثير من أن نفهم تفسير الأقدار ، وإن من طبيعه البشر عدم الصبر على فهم الأقدار كما فعل موسي مع الخضر ، وهذا هو كان سبب معاناته ، فيجب أن تعلم أن الشر نسبي
ومفهوم الشر عندنا كبشر هو مفهوم ناقص وقاصر وليس كمفهوم الشر عند الله ، فما تراه انت شر الله يراه خير
لأننا لا نستطيع أن نرى الصوره كامله ولكن نراها من جانب واحد فقط ، فكم من حدث كنت تحسبه شر فيكشف الله لك انه خير ؟؟
ربما تكمن الحكمه في ولاده طفل بدون اطراف في إختبار الطفل نفسه وربما تكمن الحكمه في اختبار الوالدين في مدى صبرهم وربما تكمن الحكمه بأن هذا كان اختيار الطفل عندما كان في عالم الذر وقت ما ربنا كلمنا وسألنا عن حمل الأمانه
فلن تستطيع يا ابن آدم أن تفهم أقدار الله أبدا أبدا ، لأن الصوره أكبر من مستوى إدراكك وعقلك وقد تعيش وتموت وأنت معتقد أنك تعرضت لظلم ولكن الحقيقه غير ذلك تماماً لحكمه لا تعلمها الان لكن سوف تكتشفها إذا صبرت ولم تفعل مثل سيدنا موسي
➖➖➖➖➖➖➖
الخضر؟ أم القَدَر ؟
هل توقفت يوما لتتسائل عن سيدنا الخضر عليه السلام ؟ هل هو نبي أم ولي أم عالم أم ماذا ؟
هل انتابتك الدهشة لهذا الذي جعله الله أكثر علما و حكمة و رحمة من نبي مرسل ؟
قصة موسى و العبد الصالح لم تكن كغيرها من القصص ، لماذا ؟
لأن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب ، و ليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي ، إنما نحن في هذه القصة أمام علم من طبيعة أخرى غامضة أشد الغموض ..وهو علم القّدر الأعلى
علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة ، كما أسدلت على مكان اللقاء و زمانه و حتى الإسم ﴿ عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا ﴾ ، هذا اللقاء كان استثنائيا لأنه يجيب على أصعب سؤال يدور في النفس البشرية منذ خلق الله آدم إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها ..
السؤال:-
لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة والحروب والأمراض ؟
لماذا يموت الأطفال ؟ ، كيف يعمل القدر؟
البعض يذهب إلى أن العبد الصالح لم يكن إلا تجسيدا للقدر_المتكلم لعله يرشدنا
﴿فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً﴾
أهم مواصفات القدر المتكلم أنه رحيم ، عليم ، أي أن الرحمة سبقت العلم .
فقال النبي البشر ( موسى ) : ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ﴾
يرد القدر المتكلم في هيئه ( الخضر ) :-
﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ ﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾
🔴 فهم أقدار الله فوق امكانيات العقل البشري ولن تصبر على التناقضات التي تراها
يرد موسى بكل فضول البشر :-
﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً ﴾
هنا تبدأ أهم رحلة توضح لنا كيف يعمل القدر؟
يركبا في قارب المساكين فيخرق الخضر القارب .. تخيل المعاناة الرهيبة التي حدثت للمساكين في القارب المثقوب .. معاناة ، ألم ، رعب ، خوف ، تضرع .
جعل موسى البشري يقول ﴿ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً ﴾ ..
🔺 عتاب للقدر كما نفعل نحن تماما .. أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟ أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا؟ أزحتني عن الحكم ليشمت بي الأراذل ؟ يارب لماذا كل هذه السنوات في السجن ؟ يارب أنستحق هذه المهانة ؟
﴿ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ ألم أقل لك أنك أقل من أن تفهم الأقدار ؟ ثم يمضيا بعد تعهد جديد من موسى بالصبر ..
يمضي الرجلان .. و يقوم الخضر الذي وصفه ربنا بالرحمة قبل العلم بقتل الغلام … و يمضي .. فيزداد غضب موسى عليه السلام النبي الذي يأتيه الوحي .. و يعاتب بلهجة أشد ..
﴿ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴾
تحول من إمراً إلى نكراً و الكلام صادر عن نبي أوحي إليه.. لكنه بشر مثلنا .. و يعيش نفس حيرتنا ..
يؤكد له الخضر مرة أخرى ﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾
ثم يمضيا بعد تعهد أخير من موسى كليم الله بأن يصمت و لا يسأل .. فيذهبوا إلى القرية فيبني الخضر الجدار ليحمي كنز اليتامى ..
و هنا ينفجر موسى .. فيجيبه من سخره ربه ليحكي لنا قبل موسى حكمة_القدر .. ﴿ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا ً﴾
✔️ هنا تتجلى حكمة الإله و التي لن تفهم بعضها حتى يوم القيامة .. الشر نسبي .. و مفهومنا كبشر عن الشر قاصر .. لأننا لا نرى الصور الكاملة ..
*القدر ثلاث أنواع :
1️⃣-النوع الأول :
شرا تراه فتحسبه شرا فيكشفه الله لك أنه كان خيرا
فما بدا شرا لأصحاب القارب اتضح أنه خير لهم و هذا النوع الاول نراه كثيرا في حياتنا اليومية و عندنا جميعا عشرات الامثلة عليه .
2️⃣- النوع الثاني
مثل قتل الغلام .. شرا تراه فتحسبه شرا .. لكنه في الحقيقة خير .. لكن لن يكشفه الله لك طوال حياتك .. فتعيش عمرك و أنت تحسبه شرا ..
هل عرفت أم الغلام حقيقة ما حدث؟ هل أخبرها الخضر؟
الجواب لا .. بالتأكيد قلبها انفطر و أمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الغلام الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله و يمضي .. و بالتأكيد .. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول..
وأن الأول كان سيكون سيئا﴿فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً﴾ فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم ولم تستطع تفسيره أبدا ولن تفهم أم الغلام أبدا حقيقة ما حدث إلى يوم القيامة
نحن الذين نمر على المشهد مرور الكرام لأننا نعرف فقط لماذا فعل الخضر ذلك ، أماهي فلم ولن تعرف
3️⃣- النوع الثالث من القدر و هو الأهم
هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري لطف الله الخفي .. الخير الذي يسوقه لك الله و لم تره، و لن تراه، و لن تعلمه ..
هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم ؟ لا.. هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه ؟ لا.. هل شاهدوا لطف الله الخفي .. الجواب قطعا لا.. هل فهم موسى السر من بناء الجدار؟ لا ..
🔥 فلنعد سويا إلى كلمة الخضر ( القدر المتكلم ) الأولى : ﴿ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾
لن تستطيع أيها الإنسان أن تفهم أقدار الله .. الصورة أكبر من عقلك ..
استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما .. ثق في ربك فإن قدرك كله خير .. و قُل في نفسك.. أنا لا أفهم أقدار الله .. لكنني متسق مع ذاتي و متصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها .. لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا .. إذا وصلت لهذه المرحلة .. ستصل لأعلى مراحل الإيمان .. الطمأنينة .. و هذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله .. خيراً بدت أم شراً .. و يحمد الله في كل حال ..
حينها فقط .. سينطبق عليك كلام الله ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾ حتى يقول .. ﴿ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾
و لاحظ هنا أنه لم يذكر للنفس المطمنئة لا حساباً ولا عذاباً..
*اللهم علمنا ماينفعنا و انفعنا بما علمتنا اللهم آمين ...
الجزء الثانى من المقال في هذا الرابط 👇👇
https://www.mona-elghadban.com/2024/06/blog-post_28.html