التخلص من وهم المثاليه والرغبة في الكمال يتطلب تغييرًا في التفكير والسلوك. إليك خطوات عملية لتحقيق ذلك:
1. **اعترف بأن الكمال وهم**
- الكمال غير موجود في الواقع، وهو مفهوم نسبي. ابدأ بقبول أن الأخطاء جزء طبيعي من التعلّم والنمو، وأن السعي للكمال قد يعيق الإنجاز ويسبب الإرهاق.افهم وتأكد أن الكمال وهم وليس حقيقه لا يوجد شخص مثالي في هذا العالم، وكل الناجحين مروا بأخطاء وتجارب فاشلة قبل أن يصلوا إلى نجاحهم. الكمال مفهوم مستحيل، والسعي إليه قد يعيق تقدمك بدلًا من أن يساعدك.
2. **حدد أهدافًا واقعية**
- استبدل عبارة "يجب أن يكون كل شيء مثاليًّا" بـ "سأبذل قصارى جهدي". قسم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة، واحتفل بالإنجازات الصغيرة على طريق التقدم.
3. **تعلّم من الأخطاء**
- بدلًا من الخوف من الفشل، استخدمه كفرصة للتحسين. اسأل نفسك: "ماذا يمكنني أن أتعلم من هذا الموقف؟" بدلًا من التركيز على النقد الذاتي القاسي.لازم تتعلم تقبل الفشل كجزء من الرحلة
الفشل مش علامة على أنك غير كفء، لكنه جزء طبيعي من النمو. بدل ما تخاف منه، حاول تستفيد منه كفرصة للتعلم والتطور.
4. **تحدى الأفكار السلبية**
- عندما تلاحظ أفكارًا مثل "هذا ليس جيدًا بما يكفي"، استبدلها بأفكار أكثر مرونة مثل: "هذا جهدي الحالي، وسأتحسن مع الوقت". استخدم تقنيات العلاج المعرفي السلوكي (CBT) لإعادة صياغة المعتقدات.
5. **مارس التعاطف مع الذات**
- عامل نفسك كما تعامل صديقًا تُحبّه. قل لنفسك: "أنا إنسان، وأحق بأن أتعاطف مع نفسي عندما أتعثر". اكتب قائمة بصفاتك الإيجابية لتذكير نفسك بقيمتك دون ارتباط بالكمال. و راقب حديثك الداخلي وغيرّه
لو كنت دايمًا تقول لنفسك: "لازم أكون الأفضل" أو "لو مش مثالي يبقى مش كفاية"، غير هذا الحوار بـ: "أنا أعمل بأفضل ما لدي"، و"التقدم أهم من الكمال".
6. **اضبط معاييرك**
- اسأل نفسك: "هل هذا المستوى من الجهد مُبرر؟" أو "هل سيؤثر خطأ صغير على النتيجة النهائية؟". غالبًا ما تكتشف أن "الجيد كافي" أفضل من الانتظار طويلًا. ضع معايير منطقية وقابلة للتحقيق
اسأل نفسك: هل هدفي واقعي؟ هل يمكنني تحقيقه بالموارد والوقت المتاح؟ إذا كنت تضع لنفسك معايير مستحيلة، فمن الطبيعي أن تشعر بالإحباط.
7. **اختبر عدم الكمال عن قصد**
- جرّب أن تترك مهمة ما غير مكتملة بنسبة 80%، أو ارتكب خطأً صغيرًا متعمدًا (مثل إرسال رسالة تحتوي على هفوة بسيطة). هذا سيساعدك على إدراك أن العالم لن ينتهي، وسيعوّدك على تقبّل النتائج غير المثالية.
خذ خطوات عملية لمواجهة خوفك من عدم الكمال
جرب تعمل حاجة بدون سعي للكمال، مثل كتابة مقال بدون مراجعته مليون مرة، أو مشاركة فكرة حتى لو مش متأكد إنها الأفضل.
8. **ركز على العملية، لا النتيجة**
- استمتع بالرحلة بدلًا من الهوس بالوصول للهدف. على سبيل المثال، إذا كنت تكتب مقالًا، استمتع بمرحلة البحث والتفكير بدلًا من القلق حول رأي الآخرين فيه.
حاول تتعام انك تستمتع بالرحلة وليس فقط بالنتيجة ، لو كنت دايمًا مركز على النتيجة النهائية المثالية، مش هتقدر تستمتع بالتجربة نفسها. حاول تستمتع بالتعلم، المحاولة، وحتى الأخطاء اللي بتواجهها، و إستبدل "المثالية" بـ "التطور المستمر" بدل ما تسعى للكمال، ركز على التحسن التدريجي. اسأل نفسك: كيف أكون أفضل بنسبة 1% عن أمس؟ التقدم الصغير المستمر أفضل من انتظار اللحظة المثالية.
9. **قلل من المقارنات**
- تذكّر أن ما تراه في الآخرين (خاصة على وسائل التواصل) هو "أفضل لحظاتهم"، وليس واقعهم الكامل. قارن نفسك بنسخة الأمس منك، لا بالآخرين. و ذكّر نفسك بأن الناس لا تركز على أخطائك بقدر ما تظن معظم الناس مشغولين بحياتهم الخاصة، وأخطاؤك أو نقاط ضعفك لا تؤثر عليهم كما تظن، فكن أرحم بنفسك.
10. مارس "الاكتفاء الجيد" بدلًا من "الأفضل دائمًا"
مش كل حاجة محتاجة تكون مثالية، في حاجات يكفي إنها تكون "جيدة بما فيه الكفاية" علشان تتحرك لقدام. اسأل نفسك: هل هذا كافٍ لإنجاز المهمة؟ إذا نعم، فانتقل لشيء آخر.
10. **اطلب الدعم إذا لزم الأمر**
- إذا كان الكمال يعطّل حياتك (مثل التأثير على العمل أو العلاقات)، ففكّر في استشارة مختص نفسي. العلاج السلوكي المعرفي (CBT) فعّال جدًا في هذه الحالات.
لو وجدت أن المثالية تؤثر على حياتك بشكل سلبي، فممكن تلجأ لمدرب أو معالج يساعدك على إعادة برمجة طريقة تفكيرك.
ابدأ اليوم بخطوة صغيرة، وخلي شعارك: "التقدم أفضل من الكمال."
ختامًا:
الكمالية مثل عدسة مكبّرة تُشوّه رؤيتك للإنجازات. تدريجيًّا، ستجد أن تحرير نفسك من هذا الوهم يمنحك طاقة أكبر للإبداع، ويُعيد لك متعة الإنجاز دون ضغوط. تذكّر: **"الكمال عدو الجيد"** ❤️.
الجزء الأول من المقال في هذا الرابط 👇
https://www.mona-elghadban.com/2018/11/blog-post_36.html